تحليل: حكومة موازية في السودان ..هل يقود حميدتي المشهد نحو مزيد من الانقسام؟
تصدرت أخبار السودان محركات البحث بعد إعلان تحالف "السودان التأسيسي" عن تشكيل "حكومة السلام" الموازية، وتعيين محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، رئيسًا لها. هذه الخطوة السياسية أثارت جدلاً واسعًا، فهل ستغير مجرى الصراع الدائر في البلاد؟
ماذا حدث في السودان؟ تفاصيل إعلان الحكومة الموازية
وفقًا للتقارير، أعلن التحالف عن أداء حميدتي اليمين الدستورية رئيسًا لـالمجلس الرئاسي لحكومة السلام في مدينة نيالا، بولاية جنوب دارفور. هذه الخطوة لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تعتبر محاولة من قوات الدعم السريع لترسيخ نفوذها سياسيًا، خصوصًا في المناطق التي تسيطر عليها.
دوافع حميدتي وقوات الدعم السريع
يسعى حميدتي من خلال هذه الخطوة إلى إرسال رسالة واضحة: قوات الدعم السريع ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي فاعل سياسي رئيسي قادر على إدارة أجزاء من البلاد. هذا الإعلان يمثل تصعيدًا في الصراع، حيث يضع الجيش السوداني أمام خيار صعب: إما الاعتراف بواقع جديد على الأرض، أو مواصلة القتال للقضاء على هذه "الحكومة" الجديدة.
رد فعل الجيش السوداني.. صمت أم رفض؟
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش السوداني أو قائده عبد الفتاح البرهان. ومع ذلك، تشير تصريحات سابقة للبرهان إلى رفضه التام لأي تسوية سياسية مع قوات الدعم السريع، معتبرًا إياها "قوات متمردة". هذا الصراع على الشرعية يهدد بتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية.
مستقبل السودان: هل يقودنا إعلان الحكومة الموازية نحو حل أم انقسام؟
يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لإجبار الجيش على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. في المقابل، يخشى آخرون من أن تؤدي إلى "تقسيم فعلي" للبلاد. فإذا نجح حميدتي في ترسيخ هذه الحكومة، قد نشهد سيناريو "الدولتين" أو "السودان الممزق"، وهو ما يهدد بانهيار كامل للدولة السودانية.
بينما يترقب العالم تطورات المشهد، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الخطوة بداية لحل سياسي مستدام، أم أنها ستدفع بالسودان نحو هاوية أعمق من الانقسام والنزاع؟
